خير لك في الدارين فقال الحسين وعلى الاسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ولقد سمعت جدي يقول الخلافة محرمة على آل أبي سفيان وكان توجه الحسين إلى مكة لثلاث مضين من شعبان سنة ستين من الهجرة ورويت لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وان الحسين (ع) بمكة اجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي فقال لهم ان معاوية هلك وان الحسين قد تعيص على القوم ببيعته وخرج إلى مكة هاربا من من طواغيت آل أبي سفيان وأنتم شيعته وشيعة أبيه فإن كنتم تعلمون انكم ناصروه ومجاهدوا عدوه فاكتبوا إليه وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل بنفسه قالوا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه ورويت إلى يونس بن أبي إسحاق قال خرج وفد إليه من الكوفة وعليهم أبو عبد الله الجدلي ومعهم كتب شبث بن ربعي وسليمان بن صرد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وعبد الله وال وقيس بن مسهر الأسدي أحد بني الصيداء وعمارة بن عتبة السلولي وهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي ووجوه الكوفة يدعونه إلى بيعته وخلع يزيد وقالوا انا تركنا الناس قبلنا وأنفسهم منطلقة إليك وقد رجونا ان يجمعنا الله بك على الهدى فأنتم أولى بالامر من يزيد الذي غصب الأمة فيئها وقتل خيارها واتخذ مال الله دولا في شرارها وهذه كتب أماثلهم واشرافهم والنعمان بن بشير في قصر الامارة ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة ولا عيد ولو بلغنا اقبالك أخرجناه حتى يلحق بالشام
(١٥)