مذعورا فخرج مسلم والسيف في كفه وقال شريك يا هذا ما منعك من الامر قال مسلم لما هممت بالخروج تعلقت بي امرأة قالت ناشدتك الله ان قتلت ابن زياد في دارنا وبكت في وجهي فرميت السيف وجلست قال هاني يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها والذي فرت منه وقعت فيه ثم إن عبيد الله بن زياد حيث خفى عليه حديث مسلم دعا مولى يقال له معقل فأعطاه أربعة آلاف درهم كما في كتاب إعلام الورى باعلام الهدى وأمره بحسن التوصل إلى من يتولى البيعة وقال اعلمه انك من أهل حمص جئت لهذا الامر فلم يزل يتلطف حتى وصل إلى مسلم بن عوسجة الأسدي فادخله إلى مسلم فبايعه وكتب مسلم بن عقيل إلى الحسين عليه السلام كتابا أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله وان جميع أهل الكوفة معك وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفا فعجل الاقبال حين تقرا كتابي والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وحمله مع عابس بن أبي شبث الشاكري وقيس بن مسهر الصيداوي وأما عبيد الله فإنه لما علم بأحوال مسلم دعا محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة وعمرو بن الحجاج الزبيدي وقال ما يمنع هاني بن عروة من إتياننا فقالوا ما ندري وقيل إنه يشتكى فقال قد بلغني انه برأ يجلس على باب داره ولو اعلم أنه شاك لعدته فالقوه ومروه الا يدع ما يجب عليه من حقنا فلقوه وهو على باب داره فقالوا ما يمنعك من لقاء الأمير فقد ذكرك وقال لو اعلم أنه شاك لعدته فقال الشكوى تمنعني قالوا بلغه انك تجلس على باب دارك كل عشية وقد استبطأك ونحن نقسم عليك
(٢١)