مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ١٧
كتابا إلى وجوه أهل البصرة منهم الأحنف بن قيس وقيس بن الهيثم والمنذر بن الجارود ويزيد بن مسعود النهشلي وبعث الكتاب مع ذراع السدوسي وقيل مع سليمان المكنى بابى رزين فيه اني أدعوكم إلى الله والى نبيه فإن السنة قد أميتت فإن تجيبوا دعوتي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد فلما وصل الكتاب كتموا على الرسول إلا المنذر بن الجارود فإنه اتى عبيد الله بالكتاب ورسول الحسين لأنه خاف أن يكون الكتاب قد دسه عبيد الله إليهم ليختبر حالهم مع الحسين لان بحرية بنت المنذر زوجة عبيد الله فلما قرء الكتاب ضرب عنق الرسول وأما الأحنف فإنه كتب إلى الحسين عليه السلام أما بعد فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون وأما يزيد بن مسعود النهشلي فإنه أحضر بني تميم وبني حنظلة وبني سعد وقال يا بني تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم فقالوا أنت فقرة الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطا وتقدمت فرطا قال قد جمعتكم لأمر أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه قالوا نمحضك النصيحة ونجهد لك الرأي قال إن معاوية هلك فأهون به هالكا ومفقودا انكسرت باب الجور وكان قد عقد لابنه بيعة ظن أنه أحكمها وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور وانا أقسم بالله قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين وهذا الحسين بن علي ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ذو الشرف الأصيل والعلم والسابقة والسن والقرابة يعطف على الصغير ويحنو على الكبير فأكرم به راعي رعيته وامام قوم وجبت لله به المحجة وبلغت
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست