مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٢٣
الساعدين كثير الأعوان فاخذ يناشده وهو يقول لا ادفعه ابدا فقال ابن زياد أدنوه منى فادنى فقال لتأتني به أو لأضربن عنقك فقال هاني اذن تكثر البارقة حول دارك وهو يظن أن عشيرته سيمنعونه فاعترض وجهه بالقضيب فكسر انفه وخده وجبينه واسال الدماء على لحيته وثيابه فضرب هاني يده على قائم سيف شرطي فجاذبه الرجل فصاح فصرخ عبيد الله خذوه فجروه حتى القوة في بيت من بيوت الدار وأغلقوا بابه عليه وجعلوا الحرس عليه فقام أسماء بن خارجة قال ارسل غدر ساير القوم امرتنا ان نجيئك به حتى إذا جاءك هشمت وجهه وسيلت الدماء على لحيته فغضب ابن زياد وقال أنت ها هنا فامر به فضرب حتى ترك وقيد فقال انا لله وانا إليه راجعون إلى نفسي أنعاك يا هاني وبلغ عمرو بن الحجاج حديث هاني انه قتل لأن رويحة بنت عمرو زوجة هاني بن عروة اقبل ومعه جماعة من مذحج فلما علم عبيد الله اخرج شريحا القاضي بعد أن شاهده لهاني حيا فأخبرهم فرضوا وانصرفوا ولما بلغ مسلم بن عقيل خبره خرج بجماعة ممن بايعه إلى حرب عبيد الله بعد أن رأى أكثر من بايعه من الاشراف نقضوا البيعة وهم مع عبيد الله فتحصن بدار الامارة واقتتلوا قتالا شديدا إلى أن جاء الليل فتفرقوا عنه وبقى معه أناس قليل فدخل المسجد يصلي وطلع متوجها نحو باب كندة فإذا هو وحده لا يدري أين يذهب حتى وصل إلى دور بني جبلة فتوقف على باب امرأة اسمها طوعة وهي تنتظر ولدها واسمه بلال فاستسقاها فسقته واشعرها بأمره فأدخلته وكان بلال مولى
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست