فظن الجاهلون انك عجزت عما إليه انتهى، ضل والله الظان لذلك وما اهتدى.
ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم وامترى (1) بقولك صلى الله عليك: قد يرى الحول القلب وجه الحيلة (2)، ودونها حاجز من تقوى الله، فيدعها رأى العين، وينتهز فرصتها من لا جريحة (3) له في الدين، صدقت وخسر المبطلون.
وإذ ماكرك الناكثان (4) فقالا: نريد العمرة، فقلت لهما: لعمري لما تريدان العمرة لكن الغدرة، وأخذت البيعة عليهما، وجددت الميثاق فجدا في النفاق، فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا (5) وعادا، وما انتفعا، وكان عاقبة أمرهما خسرا.
ثم تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الاعذار، وهم لا يدينون دين