فاعرض الشك (1) وعرف الحق واتبع الظن، اشبهت محنة هارون إذ امره موسى على قومه (2) فتفرقوا عنه، وهارون يناديهم:
* (يا قوم إنما فتنتم به وان ربكم الرحمان فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) * (3).
وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت: يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك، واستدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم، وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم.
فلما أسفر (4) الحق وسفه (5) المنكر، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد (6) واختلفوا من بعده، وألزموك على سفه (7) التحكيم الذي أبيته، وأحبوه وحظرته، وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه (8).
وأنت على نهج بصيرة وهدي، وهم على سنن ضلالة وعمى، فما زالوا على النفاق مصرين، وفي الغي مترددين، حتى أذاقهم الله وبال