مكة والمدينة - فإذا غلمانه قد ضربوا فسطاطه (1) في موضع.
فلما دنا من ذلك الموضع قال لغلمانه: كيف ضربتم في هذا الموضع وفيه قوم من الجن، وهم لنا أولياء، وهم لنا شيعة، وقد أضررنا بهم، وضيقنا عليهم (2)؟!
فقالوا: ما علمنا أن هذا يكون هاهنا، فإذا هاتف به من جانب الفسطاط - نسمع كلامه، ولا نرى شخصه - يقول: يا بن رسول الله، لا تحول فسطاطك من موضعك فانا نحتمل لك، وهذا الطبق (3) قد بعثنا به إليك، نحب أن تأكل منه.
فنظروا فإذا في جانب الفسطاط طبق عظيم، وطبق آخر فيه عنب ورطب ورمان وفاكهة من الموز، وفواكه كثيرة.
فدعا علي بن الحسين (4) عليهما السلام رجالا كانوا معه، فأكل، وأكلوا من ذلك الطعام، وارتحلوا. (5)