الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٤
لولا أني لا أريد أن أبتلي بدم أحد منكم لقتلتك.
وكتب إلى أبي [جعفر] عليه السلام: إني بعثت إليك بابن عمك فأحسن أدبه.
فلما أتي به أطلق عنه وكساه.
ثم إن زيدا ذهب إلى سرج فسمه، ثم أتى به إلى أبي فناشده إلا ركبت هذا السرج.
فقال أبي: ويحك يا زيد، ما أعظم ما تأتي به، وما يجري على يديك، إني لأعرف الشجرة التي نحت منها، ولكن هكذا (1) قدر، فويل لمن أجرى الله على يديه الشر.
فأسرج له، فركب أبي ونزل متورما، فأمر بأكفان له [وكان] فيها ثوب أبيض أحرم فيه، وقال: " اجعلوه في أكفاني " وعاش ثلاثا، ثم مضى عليه السلام لسبيله، وذلك السرج عند آل محمد معلق.
ثم إن زيد بن الحسن بقي بعده أياما، فعرض له داء، فلم يزل يتخبط ويهوي (2) وترك الصلاة حتى مات. (3) 12 - ومنها: ما روى جابر الجعفي، قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السلام إلى الحج وأنا زميله، إذا أقبل ورشان (4) فوقع على عضادتي محمله فترنم (5)، فذهبت لآخذه فصاح بي: " مه يا جابر فإنه استجار بنا أهل البيت " قلت: وما الذي شكا إليك؟
فقال: شكا إلي أنه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين، وأن حية تأتيه فتأكل فراخه، فسألني " أن أدعو الله عليها ليقتلها " ففعلت، وقد قتلها الله.

١) " هذا " م.
٢) " يخبط به ويهوى " م. " يتخبط ويهذي " ط. يتخبطه الداء: أي يفسده ويذهب عقله.
٣) عنه البحار: ٤٦ / ٣٢٩ ح ١٢، ومستدرك الوسائل: ٢ / ٢١١ ب ٤ ح ١.
وعنه مدينة المعاجز: ٣٤٩ ح ٩٣، وعن ثاقب المناقب: ٣٣١ (مخطوط).
وأورده في الصراط المستقيم: ٢ / 184 ح 21 مرسلا ومختصرا.
4) الورشان: نوع من الحمام البري أكدر اللون، فيه بياض فوق ذنبه، وقيل: ذكر القمارى.
والجمع: ورشان ووراشين.
5) يقال: ترنم الحمام: إذا طرب بصوته وتغنى.
(٦٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام 489
2 فصل في أعلام رسول الله صلى الله عليه وآله 490
3 فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول عليها السلام 524
4 فصل في أعلام أمير المؤمنين عليه السلام 541
5 فصل في أعلام الامام الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام 571
6 فصل في أعلام الامام الحسين بن علي عليه السلام 577
7 فصل في أعلام الامام علي بن الحسين عليه السلام 583
8 فصل في أعلام الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام 589
9 فصل في أعلام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 606
10 فصل في أعلام الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام 649
11 فصل في أعلام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام 658
12 فصل في أعلام الامام محمد بن علي التقي عليه السلام 664
13 فصل في أعلام الامام علي بن محمد النقي عليه السلام 672
14 فصل في أعلام الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام 682
15 فصل في أعلام الامام الحجة بن الحسن المهدي (عج) 692
16 الباب الخامس عشر في الدلالات والبراهين على صحة إمامة الاثني عشر إماما عليهم السلام 706
17 فصل 791
18 الباب السادس عشر في نوادر المعجزات وفيه سبعة وعشرون فصلا: 792
19 الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبينا صلى الله عليه وآله ومعجزات أوصيائه عليهم السلام، ومعجزات الأنبياء عليهم السلام 875
20 باب في الكلام على الخرمية القائلين بتواتر الرسل بعد نبينا 877
21 فصل في إبطال قولهم 877
22 و فيه ثلاثة فصول: 879
23 باب في معجزات محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام من جهة الأخلاق وفيه اثنا عشر فصلا: 883
24 باب في موازاة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام للأنبياء عليهم السلام في المعجزات وغيرها 904
25 وفيه خمسة فصول 907
26 باب في أن معجزات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ليست ببدع فقد كان للأنبياء والأوصياء عليهم السلام معجزات وفيه أربعة وعشرون فصلا: 922