فقال الغلام: يا أماه ما تشتهين؟ قالت: أشتهي زبيبا مطبوخا. فقال له: ائتها (1) بغضارة (2) مملوة زبيبا. فأكلت منها حاجتها، وقال له: قل لها:
إن ابن رسول الله بالباب يأمرك أن توصين. فأوصت، ثم توفيت.
قال: فما برحنا حتى صلى عليها أبو عبد الله عليه السلام ودفنت. (3) 14 - ومنها: أن أبان بن تغلب قال: غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله عليه السلام فلما صرت بالباب، خرج علي قوم من عنده لم أر قوما أحسن زيا منهم، ولا أحسن سيماء منهم، كأن الطير على رؤوسهم (4)، ثم دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام، فجعل يحدثنا بحديث، فخرجنا من عنده، وقد فهمه خمسة نفر منا متفرق الألسن:
منها اللسان العربي، والفارسي، والنبطي (5)، والحبشي، والسقلبي (6).
فقال بعضنا لبعض: ما هذا الحديث الذي حدثنا به؟