وانهزم اليهود من بين يديه، فرمى عند ذلك بالحجر بيده اليسرى إلى خلفه، فمر الحجر - الذي هو الباب - على رؤوس الناس من المسلمين إلى أن وقع في آخر العسكر.
وقال المسلمون: فذرعنا المسافة التي مضى فيها الباب فكانت: أربعين ذراعا، ثم اجتمعنا على ذلك الباب لنرفعه من الأرض، وكنا أربعين رجلا حتى تهيأ لنا أن نرفعه قليلا من الأرض. (1) 250 - ومنها: أنه لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من خيبر راجعا إلى المدينة قال جابر: أشرفنا (2) على واد عظيم قد امتلأ بالماء، فقاسوا عمقه برمح فلم يبلغ قعره، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال [: " اللهم أعطنا اليوم آية من آيات أنبيائك ورسلك " ثم ضرب الماء بقضيبه واستوى على راحلته ثم قال]: سيروا خلفي (على اسم) (3) الله. فمضت راحلته على وجه الماء واتبعه الناس على رواحلهم ودوابهم، فلم تترطب أخفافها ولا حوافرها. (4) 251 - ومنها: أن النبي صلى الله عليه وآله لما أراد المسير إلى مكة لفتحها قال: " اللهم أعم الاخبار عن قريش نبغتها في دارها " فعميت الاخبار عليهم.
وكان حاطب بن أبي بلتعة قد أسلم وهاجر وكان أهله وولده بمكة، فقال قريش لهم: اكتبوا إلى حاطب كتابا سلوه أن يعرفنا خبر محمد. فكتبوا كتابا وبعثته قريش مع امرأة سرا، فكتب الجواب بأن محمدا صائر إليكم. ودفعه إلى المرأة وخرجت فقال عليه وآله السلام: إن الله أوحى إلي أن حاطبا قد كتب بخبرنا إلى مكة والكتاب حملته امرأة من حالها وصفتها... فمن يمضي خلفها فيرد الكتاب؟
قال الزبير: أنا. قال صلى الله عليه وآله: يكون علي معك.