فلما طلعت الشمس انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان معه فلما دخل منزله أمر فنودي: أن لا يصلي أحد منكم إلا في بني قريظة. فسار المسلمون إليهم، فوجدوا النخل محدقا بقصرهم. ولم يكن للمسلمين معسكر ينزلون فيه، ووافى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما لكم لا تنزلون؟ فقالوا: ما لنا مكان ننزل به من اشتباك النخل.
فوقف في طريق بين النخل، فأشار بيده يمنة، فانضم النخل بعضه إلى بعض وأشار بيده يسرة فانضم النخل كذلك، واتسع لهم الموضع فنزلوا. (1) 246 - ومنها: أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله للعمرة سنة الحديبية منعت قريش من دخوله مكة، وتحالفوا أنه لا يدخلها ومنهم عين تطرف.
وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: ما جئت محاربا لكم، إنما جئت معتمرا.
قالوا: لا ندعك تدخل مكة على هذه الحالة فتستند لنا العرب وتعيرنا، ولكن اجعل بيننا وبينك هدنة لا تكون لغيرنا، فاتفقوا عليها.
وقد نفذ ماء المسلمين وكظهم وبهائمهم العطش، فجئ بركوة فيها قليل من الماء، فأدخل يده فيها ففاضت الركوة، ونودي في العسكر: من أراد الماء فليأته.
فسقوا واستقوا، وملأوا القرب. (2) 247 - ومنها: ما روى جابر، عن عمار بن ياسر أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته، قال: فلما خرجنا من المدينة وتأخر عنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أقبل خلفنا