والدلالة على وقته ومكانه وولادته، وأحوال آبائه وأمهاته.
ومن معجزاته أيضا: أخلاقه ومعاملاته وسيرته وأحواله الخارقة للعادة.
ومن معجزاته أيضا: شرائعه التي لا تزداد على طول البحث عنها، والنطق فيها إلا حسنا وترتيبا وإتقانا وصحة، واتساقا ولطفا.
ونذكر أولا:
معجزاته الموجزة التي ظهرت عليه في حياته، وتلك على أنحاء ومراتب:
فمنها: ما ظهرت عليه قبل مبعثه للتأنيس والتمهيد والتأسيس.
ومنها: ما ظهرت عليه بعد مبعثه لإقامة الحجة بها على الخلق.
ومنها: ما ظهر من دعواته المستجابة.
ومنها: ما ظهر من إخباره عن الغائبات فوجد كلها صدقا.
ومنها: ما أخبر به ثم ظهر بعد وفاته صلى الله عليه وآله.
[فصل من روايات العامة] 1 - فمن معجزاته خبر منتشر في مؤمن العرب وكافرها، يتقاولون فيه الاشعار ويتفاوضونه في الديار: أمر سراقة بن مالك بن جعشم، قد تبعه متوجها إلى المدينة ملتمسا غرته ليحظى به عند قريش، فأمهله الله حتى أيقن أنه قد ظفر ببغيته، لا يمترى لقوته، خسف الله به الأرض فساخت قوائم فرسه وهو بموضع صلب كأنه ظهر صفوان فعلم أن الذي أصابه أمر سماوي، فناداه: يا محمد فأجابه آخذا بالفضل عليه ورحمة لعباد الله، وقد قال له: أدع ربك يطلق فرسي وذمة الله علي أن لا أدل عليك، بل أدفع عنك.
فدعا له، فوثب جواده كأنه أفلت من أنشوطة (1). وكان رجلا داهية، وعلم بما