فتناول النجاشي عودا من الأرض، فقال: يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذا.
ثم قال النجاشي لجعفر: أنقرأ شيئا مما جاء به محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم.
قال: اقرأ وأمر الرهبان أن ينظروا في كتبهم فقرأ جعفر " كهيعص... " (1) إلى آخر قصة عيسى عليه السلام وكانوا يبكون.
ثم قال النجاشي: مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد (أنه رسول الله) (2) وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم، ولولا ما أنه فيه من الملك لاتيته حتى أحمل نعليه، اذهبوا أنتم " سيوم " - أي آمنون -. وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا على هذين هديتهما.
وكان عمرو قصيرا، وعمارة جميلا، وشربا في البحر الخمر، فقال عمارة لعمرو:
قل لامرأتك - وكانت معه -: تقبلني.
فلم يفعل عمرو، فأخذه عمارة فرمى به في البحر، فناشده حتى خلاه فحقد عليه عمرو فقال للنجاشي: إذا خرجت خلف عمارة في أهلك، فنفخ في إحليله الزئبق فطار مع الوحش. (3) 220 - ومنها: لما قدم وفد نجران عليه، فدعا النبي صلى الله عليه وآله العاقب والطيب (4)