فقال له الغلام: بل أقيم في خدمتك وأوثر الآخرة على الدنيا.
فخرج الغلام إلى الرجل، فقال له الرجل: خرجت إلي بغير الوجه الذي دخلت به!
فحكى له قوله، وأدخله على أبي عبد الله عليه السلام فقبل ولاءه، وأمر للغلام بألف دينار ثم قام إليه فودعه، وسأله أن يدعو له، ففعل.
فقلت: يا سيدي لولا عيال بمكة وولدي، سرني أن أطيل المقام بهذا الباب.
فأذن لي، وقال: توافق غما. ثم وضعت بين يديه حقا (1) كان له، فأمرني أن أحملها، فتأبيت (2)، وظننت أن ذلك موجدة (3).
فضحك إلي وقال: خذها إليك، فإنك توافق حاجة.
فجئت وقد ذهبت نفقتنا - شطر منها - (4) فاحتجت إليه ساعة قدمت مكة. (5)