قال: تأمر أن يحفر هذا الموضع، فإنهم يصيرون إلى ماء أهل القلعة فيخرج ويبقون بغير ما، فيسلمون إليك القلعة طوعا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو يحدث الله غير هذا وقد أمناك؟
فلما كان من الغد ركب رسول الله صلى الله عليه وآله بغلته وقال للمسلمين: إتبعوني. وسار نحو القلعة وأقبلت السهام والحجارة نحوه وهي تمر عن يمنته ويسرته فلا يصيبه ولا أحدا من المسلمين شئ منها حتى وصل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى باب القلعة.
فأشار بيده إلى حائطها، فانخفض الحائط حتى صار مع الأرض وقال للناس:
ادخلوا القلعة من رأس الحائط بغير كلفة. (1) 254 - ومنها: ما روت عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا عليه السلام يوما في حاجة له، فانصرف إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في حجرتي، فلما دخل علي من باب الحجرة استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وسط واسع [من] الحجرة فعانقه، وأظلتهما غمامة سترتهما عني، ثم زالت عنهما الغمامة، فرأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وآله عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم عليا.
فقلت: يا رسول الله تأكل وتطعم عليا ولا تطعمني؟
قال: إن هذا من ثمار الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا. (2) 255 - ومنها: أن نبي الله صلى الله عليه وآله لما بنى مسجده كان فيه جذع نخل إلى جانب المحراب يابس عتيق، إذا خطب يستند إليه، فلما اتخذ له المنبر وصعده حن ذلك الجذع [كحنين الناقة إلى فصيلها]، فنزل [رسول الله صلى الله عليه وآله] فاحتضنه [فسكن من الحنين ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله]. ويسمى " الحنانة ".