فداك إن أناسا " يزعمون أن أباك حي، فقال: " كذبوا لعنهم الله، لو كان حيا " ما قسم ميراثه، ولا نكح نساؤه، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليه السلام ".
قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: " عليك با بني محمد من بعدي، وأما أنا فأني غائب في وجه لا أرجع منه، فبورك قبر بطوس، وقبران ببغداد ".
قلت: جعلت فداك، قد عرفنا واحدا "، فمن الثاني؟ قال:
" ستعرفونه ".
ثم قال: " قبري وقبر هارون هكذا " وضم إصبعيه.
420 / 7 - عن حمزة بن جعفر الأرجاني، قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب فقال عليه السلام - وهو يعني هارون -: " ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس يا طوس، ستجمعني (1) وإياه " 421 / 8 - عن أبي الحسن الطيب، قال: لما توفي أبو الحسن موسى عليه السلام دخل أبو الحسن الرضا عليه السلام السوق فاشترى كلبا " وديكا وكبشا "، فلما كتب صاحب الخبر بذلك إلى هارون الرشيد قال: أمنا جانبه.
وكتب إليه الزبيري: إن علي بن موسى الرضا قد فتح بابه ودعا إلى نفسه. فقال هارون الرشيد: وا عجباه، إن علي بن موسى قد اشترى كلبا " وديكا " وكبشا "، ويكتب فيه ما يكتب.
فقال المصنف لهذا الكتاب رحمه الله: إن هذا أمر عجيب حيث