أم امه وام أبيه فأولد كل واحدة منهما ابنتين فابنتاه من جدته أم امه هما خالتا الصحيح وتزوج الصحيح جدتي المريض أم أبيه وام امه وتزوج أبو المريض أم الصحيح فأولدها ابنتين فقد ترك المريض أربع بنات وهما عمتا الصحيح وخالتاه وترك جدتيه وهما زوجتا الصحيح وترك امرأتيه وهما جدتا الصحيح وترك أختيه لأبيه وهما أختا الصحيح لامه فلبناته الثلثان ولزوجته الثمن ولجدتيه السدس ولأختيه لأبيه ما بقى وهذه القسمة على مذهب العامة دون الخاصة (شبهه المجبرة) استدل المجبرة على أن الايمان فعل الله تعالى ان قالت قد قال الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم ولا شك انه أراد بذلك تعليمنا سؤاله فلا تخلو هذه الهداية التي نسئل فيها من حالين أما ان الدلالة على ما يقولون وأما ان يكون الايمان على ما نقول وزعموا انها لا تصح أن تكون الدلالة لأن الله عز وجل قد فعلها قالوا ولا يجوز ان نسأله في فعل ما قد فعله وإذا لم يصح ان يكون السؤال في الدلالة فما هو إلا في أن يفعل لنا الايمان فنكون بفعله مهتدين (نقض عليهم) أما قولهم إن هذه الهداية المسؤول فيها لا تخلو في حالين أما أن تكون الدلالة وأما ان يكون الايمان فخطأ لأنها قد تحتمل غير ذلك ويجوز ان يكون المراد بها فعل الألطاف التي إذا فعلها الله تعالى ازداد بها الصدر انشراحا للايمان ولا تكون هذه الألطاف إلا لمن آمن واهتدى وقد تكون الألطاف هداية قال الله تعالى * (والذين اهتدوا زادهم هدى) * وأما قولهم إنها لا تجوز أن تكون الدلالة فخطأ لأن الدلالة وإن كان الله سبحانه قد فعلها وأزاح علل المكلفين بإقامتها فإنه قد يصح ان تسئله في الزيادة فيها وان يقوى خواطرنا بالتيسير لنا ادراك أدلة اخر بعدها ولا شبهه في أن ترادف الأدلة زيادة في الهدى وأما قولهم إنه لا يجوز سؤال الله تعالى في فعل قد فعله فخطأ أيضا وقد يصح ان نسأل الله سبحانه في فعل ما فعله وفي ان لا يفعل ما يجوز ان يفعله وقد علمنا ذلك في كتابه وندبنا إلى ما فعله عبادة تعبدنا بها ومصلحة هدانا إليها فقال سبحانه حاكيا عن ملائكته * (ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) * ولا شك انه قد فعل ذلك بهم قبل المسألة منهم وكقوله رب احكم بالحق ونحن نعلم أنه لا يحكم الا به وكذلك ما تعبدنا به من سؤاله من أن تصلى على أنبيائه ورسله مع علمنا أنه قد صلى عليهم ورفع اقدارهم وحكى لنا سؤال إبراهيم خليله صلى الله عليه في قوله * (لا تخزني يوم يبعثون) * وهو يعلم أنه لا يخزيه وعلمنا سبحانه كيف تقول ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ونحن نعلم أنه لا يكلف عباده ما
(٣٩)