كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١١
في ذلك ان الملحدين ومن نفى الصانع من العرب كانوا ينسبون ما ينزل بهم من أفعال الله تعالى كالمرض و العافية والجدب والخصب والغناء إلى الدهر جهلا منهم بالصانع جلت عظمته ويذمونه في كثير من الأحوال من حيث اعتقدوا انه الفاعل بهم هذه الأفعال فنهاهم النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك وقال لهم لا تسبوا من فعل بكم الافعال ممن يعتقدون انه هو الدهر فإن الله تعالى هو الفاعل لهذه الأفعال وإنما قال إن الله هو الدهر من حيث نسبوا إلى الدهر أفعال الله تعالى وقد حكى الله تعالى عنهم قولهم ما هي إلا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وقال لسيد في قروم سادة من قومه نظر الدهر إليهم وابتهل أي دعا عليهم (قصيدة في الآداب والامثال لابن دريد) (ما طاب فرع لا يطيب أصله) (حمى مؤاخاة اللئيم فعله) (وكل من آخا لئيما مثله) (من يشتكى الدهر يطل في الشكوى) (فالدهر ما ليس عليه عدوى) (مستشعر الحرص عظيم البلوى) (من امن الدهر اتى من مامنه) (لا تستثر ذا لبد من مكمنه) (وكل شئ يبتغى من معدنه) (لكل ناع ذات يوم ناعي) (وإنما السعي بقدر الساعي) (قد يهلك المرعى عنف الراعي) (من يترك القصد تضق مذاهبه) (دل على فعل امرئ مصاحبه) (لا تركب الامر وأنت عائبه) (من لزم التقوى استبان عدله) (من ملك الصبر عليه عقله) (نجا من العير وبان فضله) (يجلو اليقين كدر الظنون) (والمرء في تقلب الشؤون) (حتى توفاه يد المنون) (يا رب حلو سيعود سما) (ورب حمد سيحوز ذما) (ورب روح سيصير هما) (من لم تصل فارض إذ حباكا) (وأوله حمدا إذا قلاكا) (أو أوله منك الذي أولاكا) (مالك إلا ما عليك مثله) (لا تحمدن المرء ما لم تبله) (والمرء كالصورة لولا فعله) (يا ربما أورثت اللجاجة) (ما ليس للمرء إليه حاجه) (وضيق أمر يبتغ انفراجه) (ليس يقي من لم يق الله الحذر) (وليس يقدر امرؤ على القدر) (والقلب يعمى مثلما يعمى البصر) (كم من وعيد يخرق الأذانا) (كأنما يعنى به سوانا) (أصمنا الاهمال بل أعمانا) (ما أفسد الخرق وساء الرفق) (وخير ما أنبأ عنك الصدق) (كم صعقة دل عليها البرق) (لكل ما يؤذى وان قل ألم) (ما أطول الليل على من لم ينم) (وسقم عقل المرء من شر السقم) (أعداء عيب اخوة التلاقي) (يا سواتا لهذه الأخلاق) (كأنما اشتقت من النفاق) (أنف الفتى وهو صريم اجدع) (من وجهه وهو قبيح أشنع) (هل يستوى المحظوظ والمضيع) (ما منك من لم يقبل المعاتبة) (وشر أخلاق الفتى المؤاربة) (ينجيك مما نكره المجانبة) (متى تصيب الصاحب المهذبا) (هيهات ما أعسر هذا المطلبا)
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»