المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ٥١
وكذلك قوله: " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه " (1) وقوله عز وجل: " والسماء بنيناها بأيد " (2)، وقوله: " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " (3)، وقوله: " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات " (4)، والمخاطب به رسول [9 و] واحد. وقوله تعالى " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن " (5)، فواجه (6) تعالى بلفظ التوحيد، ثم أتبع الكلام بلفظ الجمع.
وقال المفسرون في قوله تعالى: " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " (7): إن الناس هاهنا واحد، وقوله (8) تعالى: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون " (9) نزلت في واحد بعينه نادى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين.
وقد جنى مخالفونا في هذا الباب على أنفسهم (10). جناية واضحة، وذلك لقولهم إن المعني بقوله: " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " (11) نزلت في واحد بعينه وهو أبو بكر بن أبي قحافة، على قولهم، فكيف جاز أن يعبر عن أبي بكر بلفظ الجمع (12)، وفسد أن يعبر عن أمير المؤمنين (13) بذلك، لولا الخزي، (14) والخذلان؟
نعوذ بالله من عدم التوفيق!
(1) - سورة نوح (71): 1.
(2) - سورة الذاريات (51): 27.
(3) - سورة الغاشية (88): 25 - 26.
(4) - سورة المؤمنون (23): 51.
(5) - سورة الطلاق (65): 1.
(6) - حش، رض، مل: فواجهه.
(7) - سورة البقرة (2): 199.
(8) - رض، مل: وقالوا في قوله.
(9) - سورة الحجرات (49): 4.
(10) - رض. مل: على أنفسهم في هذا الباب.
(11) - سورة الزمر (39): 33.
(12) - رض، مل: الجماعة.
(13) - حش. رض، مل: + عليه السلام.
(14) - في الأصل وحش: الحين، صححناها على رض.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»