المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ٤٠
والجواب - وبالله التوفيق - أن هذا الخبر غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله، ولو ثبت لما وجب أن يكون يحيى أفضل الأنبياء (1)، إذ كان من هم وعصى قد تزيد (2) تكاليفه على من لم يهم ولم يعص، وتكون طاعاته و قربه أكبر (3)، وأعماله أشق (4)، وأكثر صلاحا للخلق وأنفع، لا سيما وهم (5) الأنبياء (6) ومعاصيهم - على مذهب من جوز ذلك عليهم من أهل العدل - صغائر مغفورة.
فأنا وصف الله تعالى ليحيى (7) بأنه سيد، فذلك أيضا مما لا يوجب تفضيله على الأنبياء عليهم السلام، لأنه لم يوصف بالسيادة والفضل عليهم، وإنما وصف بسيادة قومه، والتقدم (8) على أتباعه وأهل عصره. وذلك غير مقتض لسيادته على النبيين (9) وتقدمه في الفضل على كافة المرسلين حسب ما ذكرناه.
المسألة التاسعة. وسأل عن قوله تعالى: " إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " (10) فسمى المعدوم شيئا والمعدوم ليس بشئ، وخاطب المعدوم والمخاطب لا يكون إلا لموجود (11).
والجواب - وبالله التوفيق - أن العرب (12) تطلق على المعدوم ما لا يستحقه من

١ - حش، مل: + عليهم السلام.
٢ - رض، مل: يزيد.
٣ - رض، ملأ: أكثر.
٢ - رض: وأشق أعمالا.
٥ - رض، مل: وهمة.
٦ - حش، مل: + عليهم السلام.
٧ - حش، رض، مل: + عليه السلام.
٨ - في الأصل: والتقديم، صححناها على باقي النسخ.
٩ - مل: لسيادته النبيين.
١٠ - سورة النحل (١٦): ٤٠.
١١ - مل: بموجود.
١٢ - مر، رض ٢: إن القرآن نزل لسان العرب والعرب...
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»