المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ٤٣
الآية دون المستقبل، ألا ترى إلى قوله لنبيه صلى الله عليه وآله: " لينذر يوم التلاق * يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم " يعني اليوم الذي تقدم ذكر ثم قال: " لله الواحد القهار ". فكان قوله: " لمن الملك اليوم " تنبيها على أن الملك لله تعالى وحده يومئذ، ولم يقصد به إلى تقريره ولا استخبار. وقوله تعالى: " لله الواحد القهار " تأكيد (1) للتنبيه والدلالة على تفرده تعالى بالملك دون من سواه، ويكون تقدير الآية كقول (2) القائل: يوم كذا وكذا لمن الأمر؟ في اليوم المذكور أليس هو لفلان أو فلاق؟ ولم يقصد بذلك تقريرا ولا استخبارا ولا إخبارا (3)، وإنما قصد الدلالة على حال المذكور في اليوم الموصوف، وهذا ما لا شبهة فيه، والله المحمود.
المسألة الحادية عشر. وسأل عن كلام الله، لموسى عليه السلام: بأي شئ كان ذلك، وقد علمنا أن النطق لا يخرج إلا عن (5) مكيف، تعالى الله عن ذلك! فما هذا النطق وما ورد فيه؟
والجواب - وبالله التوفيق - أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام بأن فعل كلاما له في الشجرة التي سمعه منها، أو في الهواء المتصل (7 ظ) بها (6). والكلام غير محتاج إلى كيفية المتكلم (7) به وإنما يحتاج إلى محل يقوم به، سواء كان لفاعله كيفية أم لم يكن (8) له. وكذلك (ما عدا) (9) الكلام من الأعراض كلها يحتاج إلى كيفية (10)

1 - رض، رض 2: تأكيدا.
2 - مر، رض 2: على قول. رض، مل: قول.
3 - مر، رض 2: ولا يقصد بذلك تقرير ولا استخبار ولا إخبار.
4 - باقي النسخ: + تعالى.
5 - سائر النسخ: من.
6 - رض. مل، مر، رض 2: به.
7 - حش، رض، مر: للمتكلم.
8 - رض، مل: لم تكن.
9 - أثبتناها عن رض ومل. وفي مر ورض 2: ما سوى.
10 - رض، مل، مر، رض 2: إلى محل يقوم به.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»