المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ٣٩
والارسال. فأحدث كلاما في الشجر؟ التي رام موسى (5 و) منها اقتباس النار، أو فيما يتصل بالشجرة من الهواء (1)، ودله على أنه كلامه تعالى (2) دون من سواه بجعل يده بيضاء من غير سوء، وقلب عصاه ثعبانا حيا يسعى في الحال، فعلم موسى عليه السلام بهذين المعجزين أن المكلم (3) له إذ ذاك هو الله جل اسمه، الذي لا يقدر على مثل صنيعه (4) باليد والعصا أحد من الخلق (5).
ثم قد يكون الكلام من الله تعالى في معنى الارسال بخطاب (6) المرسل نفسه، من غير واسطة بينه وبينه من السفراء، وقد يكون بخطاب تلك يتوسط في السفارة بينه وبين المبعوث من البشر، ويعضد كلامه للملك بمثل ما عضد كلامه لموسى عليه السلام من الآيات. وهذا بين لا إشكال فيه، والمنة لله (7).
المسألة الثامنة. وسأل فقال: قد ورد الخبر أن النبي صلى الله عليه وآله قال:
" ما منا إلا من هم أو عصى إلا يحيي بن زكريا فإنه ما هم ولا عصى " (8). قال وقد سماه الله سيدا (9) ولم يسم غير وإذا صح ذلك فهو خير الأنبياء.

1 - في الأصل: فيما يتصل من الهواء بالشجرة، اخترناها وفاقا لسائر النسخ.
2 - باقي النسخ: سبحانه.
3 - رض، مل، مر، رض 2: المتكلم.
4 - رض 2: صنعته. مر: صفته.
5 - مر، رض 2: + والعباد.
6 - رض: يخاطب.
7 - رض: + تعالى.
8 - ورد في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام (ص 659): لكنه ما من عبد عبد الله عز وجل إلا وقد أخطأ أو هم بخطأ، ما خلا يحيى بن زكريا، فإنه لم يذنب، ولم يهم بذنب. ونقلها العلامة المجلسي في البحار 12 / 186.
وفي الدر المنثور (4 / 262): أخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصولي والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة إلا يحيى بن زكريا لم يهم بخطيئة ولم يعملها. راجع أيصا المستدرك على الصحيحين - للحاكم النيشابوري - 2 / 591.
9 - إشارة إلى قوله تعالى: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين - سورة آل عمران (3): 39.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»