على الخلفاء العباسيين في بلاد شتى وقتلوا جميعا (1).
قال المسعودي: وكان المنصور (136 إلى 158 ه) قبض على عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وكثير من أهل بيته وذلك في سنة أربع وأربعين ومائة في منصرفه من الحج فحملوا من المدينة إلى الربذة من جادة العراق وكان ممن حمل مع عبد الله بن الحسن، إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وأبو بكر بن الحسن بن الحسن، وعلي الحبر، وأخوه العباس، و عبد الله بن الحسن بن الحسن، والحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن، ومعهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أخو عبد الله بن الحسن بن الحسن لأمه فاطمة ابنة الحسين بن علي، وجدتهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
فجرد المنصور بالربذة محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فضربه ألف سوط، وسأله عن ابني أخيه محمد وإبراهيم فأنكر أن يعرف مكانهما، فسألت جدته العثماني في ذلك الوقت وارتحل المنصور عن الربذة وهو في قبة، وأوهن القوم بالجهد فحملوا على المحامل المكشفة، فمر بهم المنصور في قبته على الحمارة، فصاح به عبد الله بن الحسن يا أبا جعفر ما هكذا فعلنا بكم يوم بدر، فصيرهم إلى الكوفة، وحبسوا في سرداب تحت الأرض لا يفرقون بين ضياء النهار وسواد الليل، وخلى منهم سليمان و عبد الله ابني داود بن الحسن بن الحسن وموسى بن عبد الله بن الحسن، والحسن بن جعفر، وحبس الآخرين ممن ذكرنا حتى ماتوا وذلك على شاطئ الفرات من قنطرة الكوفة، ومواضعهم بالكوفة تزار في هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلائمائة، وكان قد هدم عليهم الموضع، وكانوا يتوضؤن في مواضعهم فاشتدت عليهم الرائحة، فاحتال بعض مواليهم حتى أدخل عليهم شيئا من الغالية، فكانوا يدفعون بشمها تلك الروائح المنتنة، وكان الورم في أقدامهم، فلا يزال يرتفع حتى يبلغ الفؤاد فيموت صاحبه.