المسائل الجارودية - الشيخ المفيد - الصفحة ١٠
صنعاء وأخذ الثار للإمام والده يحيى حميد الدين، واعترفت دول الجامعة العربية بأحمد ملكا على اليمن.
وفي سنة 1962 م توفي الإمام أحمد وقام مقامه ابنه الإمام محمد، ولكن ثارت جملة من قواد الجيش المنتمين إلى عبد الناصر رئيس جمهورية مصر عليه وأسقطوا الملكية في اليمن وأعلنوا بالجمهورية بقيادة عبد الله السلال، ولكن الإمام محمد البدر قاومهم بمساعدة دولتي السعوية والأردنية واستوثقوا بجبال اليمن واشتدت المعارك الدموية بينهم وبين الجمهوريين الموالين لمصر والاتحاد السوفيتي، حتى أن عبد الناصر أرسل جيشا من مصر متشكلا من أربعين ألف جندي لحماية الجمهوريين (1963 م).
فبقيت نائرة النزال مشتعلة في اليمن إلى أن وقعت الحرب الثالث بين العرب وإسرائيل في سنة 1967 م فأخرج عبد الناصر جيوشه من اليمن، وتوافق الفريقان بإخماد النار موقتا، ولكن بعد شهور تجددت الحروب بين أتباع الإمام والدولة الجمهورية، ففي أواسط عام 1969 م تسلط الجمهوريون على مراكز القوى للإمام فأعلن الطرفان ختام القتال. فالزيدية في اليمن إلى اليوم لا يزالون بلا إمام مسيطر قائم بالسيف، وانحصر سلطة الأئمة الزيدية وبتعبير أصح:
العلماء، بالقيادة المذهبية والشؤون الدينية فقط (1).
قال نشوان الحميري (2) " افترقت الزيدية ثلاث فرق: بتربة وحريرية وجارودية. فقالت البترية إن عليا عليه السلام كان أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وأولاهم بالإمامة، وأن بيعة أبي بكر وعمر ليست بخطأ، لأن

(١) لخصناها من: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الاسلامي للأستاذ زيمباور، ص ١٨٨، طبقات سلاطين إسلام لاستانلي لين بول، ترجمة عباس إقبال، العالم الاسلامي عمر رضا كحالة ٢ / ١٤٢، سلسله هاي اسلامي برسورث، ترجمة فريلون بلزأي، كيتاثناسى تحت عنون اليمن الشمالي، دائرة المعارف الاسلامية، مادة زيدية.
(2) تنقيح المقال 3 / 85.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»