دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٥٦٢
للقوم ولا كراع (1) ولا حصن يلجأون إليه، وهم غرباء محتوون، فإن أتى جيش لهم نهضتم إلى هؤلاء أولا (2)، وكانوا كشربة الظمآن.
فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس، ثم يضرب الله على آذانهم وعيونهم بالنوم، فلا يجتمعون بعد فراقهم إلى أن يقوم القائم (عليه السلام)، وإن أصحاب القائم (عليه السلام) يلقى بعضهم بعضا كأنهم بنو أب وأم، وإن افترقوا عشاء التقوا غدوة، وذلك تأويل هذه الآية: * (فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا) * (3).
قال أبو بصير: قلت: جعلت فداك، ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟
قال: بلى، ولكن هذه [العدة] (4) التي يخرج الله فيها القائم (عليه السلام)، هم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين، يمسح بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم. (5) 527 / 131 - قال: أبو حسان سعيد بن جناح، حدثنا محمد بن مروان الكرخي، قال: حدثنا عبد الله بن داود الكوفي، عن سماعة بن مهران، قال: سأل أبو بصير الصادق (عليه السلام) عن عدة أصحاب القائم (عليه السلام) فأخبره بعدتهم ومواضعهم، فلما كان العام القابل قال: عدت إليه فدخلت عليه، فقلت: ما قصة المرابط السائح؟
قال: هو رجل من أصبهان، من أبناء دهاقينها (6)، له عمود فيه سبعون منا لا يقله غيره، يخرج من بلده سياحا في الأرض وطلب الحق، فلا يخلو بمخالف إلا أراح منه، ثم إنه ينتهي إلى طاربند، وهم الحاكم بين أهل الاسلام والترك، فيصيب بها رجلا

(١) الكراع: اسم لجماعة الخيل خاصة، وقيل الخيل والبغال والحمير، أي ليس لهم دواب يفرون عليها.
(٢) في " ط ": وهؤلاء.
(٣) البقرة ٢: ١٤٨.
(٤) من الملاحم.
(٥) الملاحم والفتن: ٢٠٢، المحجة للبحراني: 28.
(6) الدهقان: رئيس القرية أو الإقليم، والتاجر، والقوي على التصرف مع شدة وخبرة.
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»
الفهرست