وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثت أدعو وأزور وأصلي.
فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأة عند مولانا موسى (عليه السلام)، وإذا رجل يزور، فسلم على آدم وأولي العزم (عليهم السلام)، ثم الأئمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان (عليه السلام) [فلم يذكره]، فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل.
فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين، وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (عليه السلام)، فزار مثل الزيارة. وذلك السلام، وصلى ركعتين، وأنا خائف منه، إذ لم أعرفه، ورأيته شابا تاما من الرجال، عليه ثياب بيض، وعمامة محنك بها بذؤابة وردي على كتفه مسبل، فقال لي: يا أبا الحسين بن أبي البغل، أين أنت عن دعاء الفرج.
فقلت: وما هو يا سيدي.
فقال: تصلي ركعتين، وتقول: " يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم المن، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كل نجوى، يا غاية كل شكوى، يا عون كل مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه - عشر مرات - يا سيداه - عشرة مرات - يا مولياه - عشرة مرات - يا غايتاه - عشر مرات - يا منتهى رغبتاه - عشرة مرات - أسألك بحق هذه الأسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين (عليه السلام) إلا ما كشفت كربي، ونفست همي، وفرجت عني (1)، وأصلحت حالي " وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك.
ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرة في سجودك: " يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، أكفياني فإنكما كافياي، وانصراني فإنكما ناصراي ".
وتضع خدك الأيسر على الأرض، وتقول مائة مرة " أدركني " وتكررها كثيرا، وتقول: " الغوث الغوث " حتى ينقطع نفسك، وترفع رأسك، فإن الله بكرمه يقضي