فقال: وما المحدثة؟
قلت: المرجئة.
فقال: ويح هذه المرجئة إلى من يلجؤون غدا إذا قام قائمنا؟
قلت: إنهم يقولون: لو قد كان ذلك كنا نحن وأنتم في العدل سواء.
فقال: من تاب تاب الله عليه، ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره، ومن أظهر شيئا أهرق الله دمه، ثم قال: يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته - وأومأ بيده إلى حلقه -.
قلت: إنهم يقولون: إنه إذا كان ذلك استقامت له الأمور، فلا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق ((1)) - وأومأ بيده إلى جبهته - " ((2)).
2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: حدثنا ((3)) عثمان بن سعيد الطويل، عن أحمد بن سليمان، عن موسى بن بكر الواسطي، عن بشير النبال، قال:
" قدمت المدينة، وذكر مثل الحديث المتقدم، إلا أنه قال: لما قدمت المدينة قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا، ولا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذي