من هو خير منكم، وأبدلكم بي من هو شتر لكم مني، قد أصبحت لا أرجو نصرتكم، ولا أصدق قولكم، ولقد فاز بالسهم الأخيب من فاز بكم.
فقام إليه جندب بن عبد الله، فقال: يا أمير المؤمنين هذا أنا وأخي (1)، أقول كما قال موسى عليه السلام: " رب لا أملك إلا نفسي وأخي " (2)، فمرنا بأمرك، فوالله لنضربن دونك، وإن حال دون ما تريده جمر الغضا وشوك القتاد.
فأثنى عليهما خيرا "، وقال: وأين تقعان رحمكما الله مما أريد.
ثم نزل، ولم يزل على ذلك يدعو الناس ويحضهم على جهاد عدوهم، حتى أصيب صلوات الله عليه ورحمته وبركاته.