فيه فضلا " عن سفك الدماء، وقتال المسلمين، وإمامهم، وقتلهم دون ذلك، وما شك ذو عقل ولا تمييز علم أمر معاوية وما كان منه في ذلك أن مدافعته وقتاله علي بن أبي طالب عليه السلام ومن معه إنما كان دون أن يعتزل له إذ أعزله.
ومما يؤيد ذلك ما رووه عنه أنه احتج على علي إذ أراد عزله، واحتج به له غيره من بعده إذ رأى أنه من حجته بزعمه أن قال:
هذا موضع وضعني (1) به عمر بن الخطاب ولم يعزلني منه مذ ولاني إياه.
وكان لا يدع أميرا " إلا استبدل به أو غضب عليه لبعض ما يكون منه، وربما أمر بإشخاصه إليه، ولم يغضب علي مذ رضي عني، ولا عزلني بعد إذ ولاني.
ثم جمع إلي الأرباع بعد أن قد كان ولاني ربعا "، وقوى أمري وثبت وطأتي. ثم أكد ذلك عثمان وشدده وقواه ومكنه، ثم أمرتني بالاعتزال من غير أن أخون أو أحدثت (2) حدثا " ولا أويت محدثا "، وأنت لم تأخذها (3) من جهة التشاور كما أخذها عثمان، ولا نص عثمان عليك كما نص أبو بكر على عمر، ولا أجمعت عليك الأمة كما أجمعت علي أبي بكر. فلم يكن لي أن أسلم إليك علقا " في الضرعة (4) كنت تسلمته من أهله في الجماعة، فإن حاربتني على ما في يدي منعتك منه، وإن تركتني سلمته إلى من يجتمع عليه الناس إن أمروني بتسليمه إليه، ولي أن أمنعك بالسلاح إن شهرت علي السلاح وبالحجة إن طلبته مني بالحجة.
وقيل: إنه قال، أو قال ذلك من تقوله له: