الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٧٦
محمد قدرت ان هذه الجماعة تذل لك حتى تعلو دعواك هذه وتقول ما تقول فقطع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبته وقال له: على رغمك يا أبا سفيان فسكت أبو سفيان خجلا وقال في نفسه: والله يا محمد لئن أمكنني الله منك لأملأن يثرب خيلا ورجالا ولأخمدن نارك ولأعفرن آثارك فقطع النبي خطبته وقال: يا ويلك يا أبا سفيان اما بعدي فيتقدمك من هو أشقى منك وأما بعهدي فلا وبعدي يكون منك ومن أهل بيتك ما تقول في نفسك الا انك لا تطفي نوري ولا تقطع ذكري ولا يدوم لكم ذلك وليسلبنكم الله إياه ويخلدكم النار وليجعلنكم شجرتها التي هي وقودها الناس فمن اجل ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (الشجرة الملعونة في القرآن) إلى تمام الآية والشجرة هي بنو أمية وهم أهل النار فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
26 - وعنه عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه محمد بن جمهور عن محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن صدقة العنبري التميمي عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن المفضل بن عمر، عن الصادق (صلوات الله عليه) قال: لما سال عبد الله بن سلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تلك المسائل وأجابه عنها فقال عبد الله بن سلام وقد أسلم يا رسول الله هذا علم قد جاءك من الله على ألسن البشر أو على ألسن الملائكة؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويحك يا عبد الله البشر كيف آخذ عنهم؟ والله ما أتاني به الا جبريل عن الله. قال: وكيف تسمعه يا رسول الله قال: يا ابن سلام سماعا باذني ومنزلا على قلبي قال ابن سلام تعلم الغيب سماعا يا رسول الله بسمعك ومنزلا على قلبك؟ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الغيب درجات منها سماع، ومنها نبت في القلب. قال: يا رسول الله فمن لك بذلك نسمعه ونعلمه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما في نفسك يا ابن سلام من قولك أو من فلعل
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست