الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٤
قال الصادق (عليه السلام): لو ردوا ما لا يعلمونه الينا ولم يفتروا فيه الكذب ولم يتأولوه من عند أنفسهم لبينا لهم الحق فيه يا مفضل ان الله عالم لا بعلم وإنما تأويل الآية ان مات أو قتل بما يموت به العالم فإنهما ميتتان لا ثالثة لهما الموت بلا قتل والقتل بالسيف وبما يقتل به من سائر الأشياء اما ترى ان الأمة ارتدت ونقضت وغيرت وبدلت بين موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم جرى الآخرون كما جرى الأولون.
قال الحسين بن حمدان: وقص أمير المؤمنين على رسول الله قصصا طويلة لم أعدها لئلا يطول شرح الكتاب.
وعاد الحديث إلى الحسن (عليه السلام).
روى المفضل عن الصادق: قال ويقوم الحسن إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول يا جداه كنت مع أمير المؤمنين بالكوفة في دار هجرته حتى استشهد بضربة عبد الرحمن بن ملجم فوصاني بما وصيته به يا جداه وبلغ معاوية قتل أبي فانفذ الدعي عبيد الله بن زياد إلى الكوفة في مائة وخمسين الف مقاتل وأمره بالقبض علي وعلى أخي الحسين وسائر اخوتي وأهل بيتي وشيعتي وموالينا وان يأخذ علينا جميعا البيعة لمعاوية فمن تأبى منا ضرب عنقه ويسير إلى معاوية رأسه فلما علمت ذلك من فعل معاوية خرجت من داري ودخلت جامع الصلاة ورقيت المنبر واجتمع الناس حتى لم يبق موضع قدم في المسجد وتكاتفوا حتى ركب بعضهم بعضا فحمدت الله وأثنيت عليه، وقلت معاشر الناس عفت الديار ومحيت الآثار وقل الاصطبار فلا اقرار على همزات الشياطين والخائنين الساعة وضحت البراهين وتفصلت الآيات وبانت المشكلات ولقد كنا نتوقع اتمام هذه الآية بتأويلها (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم) إلى
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست