الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٣
أصحابك باكين استنهضوني ويقولون على أنهم أنصاري على اظهار دين الله امتحنتهم بحلق رؤوسهم واشهار سيوفهم على عواتقهم ومسيرهم إلى باب داري فتأخر جمعهم عني فما صح لي منهم إلا ثلاث نفر وآخر لم يتم حلق رأسه ولا اشهر سيفه وهم والله أحبابك وأنجابك وأصحابك وهم سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار الذي لم يتم حلق رأسه ولا أشهر سيفه ولا خرجت مكرها إلى سقيفة بني ساعدة أقاد إليها كما تقاد صعبة الإبل فلم أر لي ولا ناصرا إلا الزبير بن العوام فإنه شهر سيفه في أوساطهم وعض على نواجذه وقال والله لا غمدته أو تقطع يدي اما ترضون ان غصبتم عليا حقه ونقضتم عهده وعهد الله ومبايعتكم له حتى جئتم به يبايعكم فوثب عمر وخالد وتمام أربعين رجلا كلا يجتهد في اخذ السيف من يده وطرحوه إلى الأرض صريعا واخذوا السيف من يده فلما انتهوا بي إلى عتيق وردت على مورد لم يسعني معه السكوت بعد ان كظمت غيظي وحفظت نفسي وربطت جاشئ وقلت للناس جميعا إنما نا فريضة فرضها الله طاعتي ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأمة فإذا نقضوا عهد الله ورسوله وخالفتني الأمة لم يكن علي ان ادعوهم إلى طاعتي ثانية ومالي فيهم ناصر ولا معين وصبرت كما أدبني الله بما أدبك يا رسول الله في قوله جل من قائل (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) الآية وقوله: (واصبر وما صبرك الا بالله) وحق يا رسول الله تأويل هذه الآية التي أنزلها في الأمة من بعدك في قوله عز من قائل: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين).
قال المفضل: يا سيدي فما تأويل هذه الآية: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فان كثيرا من الناس يقولون إن الله لا يعلم بموت عبد ولا بقتل وبعضهم يقول: (أفإن مات محمدا أو قتل) بما يموت به العالم على ثبت.
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست