الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤٠٣
يعني الكوفة حتى يقال إنها هي الدنيا وان دورها وقصورها هي الجنة وان نساءها هي الحور العين وان ولدانها الولدان وليظن الناس ان الله لم يقسم رزق للعباد الا بها ولتظهر بغداد الزور والافتراء على الله ورسوله والحكم بغير كتاب وشهادة الزور وشرب الخمر وركو الفسق والفجور واكل السحت وسفك الدماء ما لم يكن في الدنيا الا دونه ثم يخربها الله بتلك الفتن والرايات حتى ليمر عليها المار فيقول ها هنا كانت الزوراء.
قال المفضل: ثم ماذا يا سيدي قال: ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح من نحو الديلم يصيح بصوت فصيح يا آل احمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطاقات كنوزا وأي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب بل هي رجال كزبر الحديد كأني انظر إليهم على البراذين الشهب في أيديهم الحراب يتعاوون شوقا للحرب كما تتعاوى الذئاب أميرهم رجل من تميم يقال له شعيب به صالح فيقبل الحسني إليهم وجهه كدارة البدر يريع الناس جمالا انيقا فيعفي على اثر الظلمة فيأخذ بسيفه الكبير والصغير والعظيم والرضيع ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها معقلا ويتصل به وبأصحابه خبر المهدي (عليه السلام) فيقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول أخرجوا بنا إليه حتى ننظره من هو وما يريد والله ويعلم انه المهدي وانه يعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا له فيخرج الحسني في امر عظيم بين يديه أربعة آلاف رجل وفي أعناقهم المصاحف وعلى ظهورهم المسوح الشعر يقال لهم الزيدية فيقبل الحسني حتى ينزل بالقرب من المهدي ثم يقول الرجل لأصحابه اسألوا عن هذا الرجل من هو وما يريد فيخرج بعض أصحاب الحسني إلى عسكر المهدي ويقول يا أيها العسكر الجميل من أنتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وما تريدون فيقول له أصحاب المهدي هذا ولي الله مهدي آل محمد ونحن أنصاره من الملائكة والانس والجن فيقول أصحاب الحسني يا سيدنا ما تسمع ما يقول هؤلاء في صاحبهم
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست