الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٦
هذا يا جداه بعد ان دعوت سائر الأمة وخاطبتهم بعد قتل أمير المؤمنين إلى ما دعاهم إليه هو وخاطبهم بعدك يا رسول الله جاريا على سنتك ومنهاجك وسنن أمير المؤمنين ومنهاجه في الموعظة الحسنة والترفق والخطاب الجميل والتخويف بالله والتحذير من سخطه وعذابه والترغيب في رحمته ورضوانه وصفحه وغفرانه لمن وفى بما عاهد عليه الله ورغبتهم في نصرة الدين وموافقة الحق والوقوف بين امر الله ونهيه فرأيت أنفسهم مريضة وقلوبهم نائبة فاسدة قد غلب الران عليها فجاؤوني يقولون إن معاوية قد سير سراياه إلى نحو الأنبار والكوفة وشنت غاراته على المسلمين وقتل منهم من لم يقاتله وقتل النساء والأطفال فأعلمتهم انه لا وفاء لهم ولا نصر فيهم وانهم قد أسروا الدعوة وأخلدوا الرفاهة وأحبوا الدنيا وتناسوا الآخرة فقالوا معاذ الله يا ابن رسول الله ان نكون كما ذكرت فادع لنا الله بالسداد والرشاد فأنفذت معهم رجالا وجيوشا وعرفتهم انهم يجيبون إلى معاوية وينقضون عهدي وبيعتي ويبيعوني بالخطر اليسير ويقبلون منهم الرشى والتقليدات فزعموا أنهم لا يفعلون فما مضى منهم أحد الا فعل ما أخبرتهم به من اخذ رشى معاوية وتقليده ونفذ إليه عاديا فاقضى مخالفا فلما كثرت غارات معاوية في أطراف العراق جاؤوني فعاهدوني عهدا مجددا وبيعة مجددة وسرت معهم من الكوفة إلى المدائن بشاطئ الدجلة فدس معاوية إلى زيد بن سنان أخي جرير بن عبد الله مالا ورشاه إياه على قتلي فخرج إلي ليلا وانا في فسطاط لي أصلي والناس نيام فرماني بحربة فاثبتها بجسدي فنبهت العسكر ورأوا الحربة تهتز في أعضائي وأمرت بطلب زيد لعنه الله فخرج إلى الشام هاربا إلى معاوية فرجعت جريحا وخرجت عند قعود الأمة عني إلى المدينة إلى حرمك يا جداه فلقيت من معاوية وسائر بني أمية وعراتهم فاسال الله ان لا يضيع لي اجره ولا يحرمني ثوابه ثم دس معاوية إلى جعدة ابنة محمد بن الأشعث بن قيس الكندي لعنهم الله فبذل لها مائة ألف درهم وضمن لها اقطاع عشر قرى وانفذ إليها سما سمتني
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست