الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٩
فإمامتكم ثابتة عند شيعتكم ونحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله (نرفع درجات من نشاء) وقوله (الله اعلم حيث يجعل رسالته) ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) قال: يا مفضل فأين نحن من هذه الآية قال يا مفضل قول الله تعالى: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) وقوله: (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) وقول إبراهيم: (رب أجنبني وبني ان نعبد الأصنام) وقد علمنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ما عبدا صنما ولا وثنا ولا اشركا بالله طرفة عين وقوله:
(إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) والعهد هو الإمامة.
قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني ولا تختبرني ولا تبتليني فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم اخذت قال صدقت يا مفضل لولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت باب الهدى فأين يا مفضل الآيات من القرآن فيه ان الكافر ظالم قال: نعم، يا مولاي قوله: (الكافرون هم الظالمون) وقوله: (الكافرون هم الفاسقون) ومن كفر وفسق وظلم لا يجعله الله للناس اماما.
قال: أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا ومقصرة شيعتنا ان معنى الرجعة ان يرد الله الينا ملك الدنيا فيجعله للمهدي ويحهم متى سلبنا الملك حتى يرد الينا.
قال المفضل لا والله يا مولاي ما سلبتموه ولا سلبونه لأنه ملك النبوة والرسالة والوصية والإمامة.
قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا اما سمعوا قول الله جل من قائل: (وإذ قال إبراهيم رب أرني
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»
الفهرست