الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٤١٨
جنين من أولاد الناس يقتل مظلوما قال المفضل: نعم، يا مولاي هكذا يقول أكثرهم قال: ويلهم من أين لهم هذه الآية هي لنا خاصة في الكتاب وهي محسن (عليه السلام) لأنه منا وقال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وإنما هي من أسماء المودة فمن أين إلى كل جنين من أولاد الناس وهل في المودة والقربى غيرنا يا مفضل قال صدقت يا مولاي ثم ماذا قال فتضرب سيدة نساء العالمين فاطمة يدها إلى ناصيتها وتقول اللهم أنجز وعدك وموعدك فيمن ظلمني وضربني وجرعني ثكل أولادي ثم تلبيها ملائكة السماء السبع وحملة العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا وبين اطباق الثرى صائحين صارخين بصيحتها وصراخها إلى الله فلا يبقى أحد ممن قاتلنا ولا أحب قتالنا وظلمنا ورضي بغضبنا وبهضمنا ومنعنا حقنا الذي جعله الله لنا الا قتل في ذلك اليوم كل واحد الف قتلة ويذوق في كل قتلة من العذاب ما ذاقه من ألم القتل سائر من قتل من أهل الدنيا من دون من قتل في سبيل الله فإنه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عز وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
قال المفضل يا سيدي فان من يستبشرون شيعتكم من لا يقر بالرجعة وانكم لا تكرون بعد الموت ولا يكر أعداؤكم حتى تقتصوا منهم بالحق فقال ويلهم ما سمعوا قول جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجميع الأئمة (عليهم السلام) ونحن نقول من لم يثبت إمامتنا ويحل متعتنا ويقول برجعتنا فليس منا وما سمعوا قول الله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)، قال المفضل: يا مولاي ما العذاب الأدنى وما العذاب الأكبر قال (عليه السلام) العذاب الأدنى عذاب الرجعة والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي يبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار قال المفضل يا مولاي
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست