الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٩٣
ذلك استعجالا لأمر الله وشكا في قضائه وقدرته: (أولئك الذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة وان للكافر لشر مآب).
قال المفضل: يا مولاي فلا يوقت له وقت؟
قال: يا مفضل لا توقت فمن وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله في علمه وادعى انه يظهره على امره وما لله سر الا وقد وقع إلى هذا الخلق المنكوس الضال عن الله الراغب عن أولياء الله وما لله خزانة هي أحصن سرا عندهم أكبر من جهلهم به وإنما القى قوله إليهم لتكون لله الحجة عليهم.
قال المفضل: يا سيدي فكيف بد وظهور المهدي إليه التسليم؟
قال: يا مفضل يظهر في سنة يكشف لستر امره ويعلو ذكره وينادى باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك في أفواه المحققين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة لمعرفتهم به على اننا نصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه سمي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيته، لئلا يقول الناس ما عرفنا اسمه ولا كناه ولا نسبه والله ليحقن الافصاح به وباسمه وكنيته على ألسنتهم حتى يكون كتسمية بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهر الله كما وعد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عز من قائل: (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
قال المفضل: قلت: وما تأويل قوله: (ليظهره على الدين كله) قال: هو قول الله تعالى: (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) كما قال الله عز وجل: (ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»
الفهرست