الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٩١
لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين قال صدقت بهذا ولكن اتقر بالبداء قلت: نعم قال: فان الله بدا له في ذلك فقلت له يا سيدي فوقك امام قال لا ثم قال يا احمد لولا أني عرفت من نيتك الصدق لما اذنت لك فقلت جعلت فداك معي شئ حملت من خراسان ولم أحمله معي وهو في بغداد معد فإن كان لك ثم وليا تثق به حتى ادفعه إليه بأمرك فقال ليس لي أحد ببغداد ولكن أحمله بنفسك أنت حتى يكون لك الأجر والثواب قلت نعم جعلت فداك فاسالك ان تدعو لي بالعافية والسلامة وأن يردني الله إلى أهلي وبيتي في عافية ويخرجني من الدنيا على ولايتك وولاية آبائك (عليهم السلام) فقال ثبتك الله على ولايتي وولاية آبائي وردك إلى أهلك وولدك في عافية وسلامة فقمت وخرجت من عنده ورجعت إلى منزلي والى أبي سليمان فسألت أبا سليمان عن عياله وخدمه وجواره وحاله وكيف عيشه فقال له: عشرون ولدا وأربع عشرة بنتا وعليه من العيال ستين نفسا من الجوار والخدم والبنين والبنات وغيرهم، وهو اليوم يأكل بالربا وقد رهن ثيابه وقدم ابن بشار وحمل عطايا الهاشميين والطالبين وقال: أعرضوا علي بنيكم وبناتكم فقال جعفر: والله فلو صرت للصدق بابا ما كشف وجه بناتي بين يديه وركب جعفر ومعه ثمانية من شيعته إلى ابن بشار فعرضهم عليه واخذ عطاه وعطاء بنيه وبناته وانصرف فلم أر فيه شيئا من دلائل آبائه (عليهم السلام) ومن آثار الإمامة فقلت لأبي الحسين بن ثوابة وأبي عبد الله الجمال وأبي علي الصائغ والقزويني كلما قال لي وقصصت عليهم قصتي معه فضحكوا وقالوا والله هو أحق باللعنة منا التي لعننا بها لأنه يقول اننا أخذنا ماله بل أخذنا مال الله وليس ماله وقد ادعى الوصية والإمامة والله برأه منها فقلت لهم تأخذون مال الله بغير حق فقالوا اننا محتاجون إليه وليس له طالب في هذا الوقت فقلت لهم ويحكم أليس أبو عمر عثمان بن سعد العمري السمان يأخذ بأمر أبي محمد (عليه السلام) أموال الله هو وابنه أبو جعفر محمد وينفذها حيث شاء بأمر الخلف من أبي محمد
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست