ونحن المكونون والله البارئ ونحن البرية.. موصولون لا مفصولون فهلل نفسه فهللناه وكبر نفسه فكبرناه وسبح نفسه فسبحناه وقدس نفسه فقدسناه، وحمد نفسه فحمدناه، ولم يغيبنا وأنوارنا تتناجى وتتعارف مسمين متناسبين أزليين لا موجودين، منه بدأنا وإليه نعود، نور من نور بمشيئته وقدرته لا ننسى تسبيح ولا نستكبر عن عبادته ثم شاء فمد الأظلة وخلق خلقا أطوارا ملائكة وخلق الماء والجان وعرش عرشه على الأظلة وأخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى: كان يعلم ما في أنفسهم والخلق أرواح وأشباح في الأظلة يبصرون ويسمعون ويعقلون فاخذ عليهم العهد والميثاق ليؤمنن به وبملائكته وكتبه ورسله ثم تجلى لهم وجلى عليا وفاطمة والحسن والحسين والتسعة الأئمة من الحسين الذين سميتهم لكم فاخذ لي العهد والميثاق على جميع النبيين وهو قوله الذي أكرمني به جل من قائل (وإذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال: أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا: أقررنا قال: فاشهدوا وانا معكم من الشاهدي) وقد علمتم ان الميثاق أخذ لي على جميع النبيين واني انا الرسول الذي ختم الله بي الرسل وهو قوله تعالى: (رسول الله وخاتم النبيين) فكنت والله قبلهم وبعثت بعدهم وأعطيت ما أعطوا وزادني ربي من فضله ما لم يعطه لاحد من خلقه غيري فمن ذلك أنه اخذ لي الميثاق على سائر النبيين ولم يأخذ ميثاقي لاحد ومن ذلك ما نبا نبيا ولا ارسل رسولا الا أمره بالاقرار بي وان يبشر أمته بمبعثي ورسالتي والشاهد لي بهذا قوله جل ذكره في التوراة لموسى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون) ولا يعلمون نبيا ولا
(٣٨٠)