ولدك فوالله لا تذوق من حلاوة الخلافة شيئا أنت ولا ولدك، وإن قبل قولي لينصرني ولصاحبي من ولدك قبل أن أصير إلى ما قلت.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): تبا لك أن تزداد الا عدوانا فكأني بك قد أظهرت الحسرة وطلبت الإقالة، حيث لا ينفعك ندمك.
فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين فأبى أن يجئ فأرسل إليه جماعة من أصحابه فطلبوه إليه أن يأتيه، ففعل فقال عمر: يا أبا الحسن هؤلاء حالوني مما وليت من أمرهم فإن رأيت أن تحالني، فافعل، فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: أرأيت ان حاللتك فمن حالل بتحليل ديان يوم الدين، ثم ولى وهو يقول: (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) فكان هذا من دلائله (عليه السلام) الذي شهد أكثرها وصح ما نبأ به فهو حق.
وعنه عن محمد بن موسى القمي عن داود بن سليمان الطوسي عن محمد بن خلف الطاطري عن الحسن بن سماعة الكوفي عن راشد بن يزيد المدني عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) في رحبة مسجده بالمدينة وطائفة من المهاجرين والأنصار حوله وأمير المؤمنين عن يمينه وعمر عن شماله إذ طلعت غمامة ولها زجل بالتسبيح وهفيف قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد شاهدته من عند الله ثم مد يده إلى الغمامة فنزلت ودنت من يده فبدا منها جام يلمع حتى غشيت ابصار من في المسجد من لمعاته وشعاع نوره، وفاح في المسجد روائح حتى زالت عقولنا بطيبها ومشمها والجام يسبح الله ويقدسه ويمجده بلسان عربي مبين حتى نزل في بطن راحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) اليمين وهو يقول: السلام عليك يا حبيب الله وصفيه ونبيه ورسوله المختار على العالمين والمفضل على خلق الله أجمعين من الأولين والآخرين، وعلى وصيك خير الوصيين وأخيك