الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٦٧
وفيه الزرنوق وجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي، وقلت: إليك أعدت وإليك أتيت، ثم دخلت على عبيد الله بن زياد لعنه الله فقال: هات من كذب صاحبك، فقلت: والله ما كان يكذب ولقد أخبرني أنك تقطع يدي ورجلي ولساني قال: إذن اكذبه، اقطعوا يديه ورجليه واطرحوه، فلما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم وما يأتي وهو يقول: يا أيها الناس اسألوني فإن للناس عندي طلبة لم يقضوها.
فدخل رجل إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله قال: بئسما صنعت به قطعت يديه ورجليه وتركت اللسان فهو يحدث الناس بالعظائم قال: ردوه فقد بلغ إلي ذلك فردوه فأمر بقطع لسانه وصلبه على جذع تلك النخلة فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن جعفر بن المفضل المخلول عن إبراهيم عن جعفر بن يحيى القرني عن يونس بن ظبيان عن أبي خالد عبد الله بن غالب عن رشيد الهجري (رضي الله عنه) قال كنت وأبا عبد الله سلمان، وأبو عبد الرحمن قيس بن ورقا، وأبو الهيثم مالك بن التيهان وسهل بن حنيف بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة إذ دخلت خبابة الوالبية وعلى رأسها كور شبيه السيف، وعليها أطمار سابغة متقلدة مصحف، وبين أناملها مسباح من حصى فسلمت وبكت، وقالت آه يا أمير المؤمنين، آه من فقدك وا أسفاه على غيبتك وا حسرتاه على ما يفوت من الغيبة منك لا يلهم عنك ولا يرغب يا أمير المؤمنين من الله فيه الخشية وإرادة من أمري معك على يقين وبيان وحقيقة، وأني اتيتك وأنت تعلم ما أريد فمد يده اليمنى إليها فأخذ من يدها حصاة بيضاء تلمع وترى من صفائها وأخذ خاتمه من يده وطبع به في الحصاة فانطبعت، فقال لها: يا حبابة هذا كان مرادك مني؟ فقالت: اي والله يا أمير المؤمنين هذا أريد لما سمعناه من نقول شيعتك واختلافهم بعدك، فأردت بهذا برهانا يكون معي ان عمرت بعدك - ولا عمرت - ويا ليتني وقومي لك الفداء، فإذا وقعت الإشارة
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست