سحيقا فلما جمع الفيلة وحملوا بها وقفت ولم تدخل الحرم ودعا بفيل وحمله على البيت فلم يدخل البيت ولم يزالوا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر يريدونها على دخول الحرم فلم تدخل فأدار إلى خارج الحرم ويأمر بحطم كل ما يلقاه فلما أسفر الصبح وطلع النهار ارسل الله تعالى عليهم طيرا أبابيل فكانوا كما قال الله عز وجل فجعلهم كعصف مأكول.
وتوفيت فاطمة (عليها السلام) ولها ثمانية عشر سنة وشهران وخمسة وعشرون يوما.
وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين ثم هاجرت معه إلى المدينة، وأقامت بها عشر سنين الهجرة ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولها ثمانية عشر سنة، وعاشت بعده خمسة وسبعين يوما وبرواية الغار أربعين يوما وهو الصحيح.
وأسماؤها (عليها السلام: فاطمة وفاطم ترخيما.
وكناها: أم الحسن والحسين وأم الأئمة وأم أبيها.
وألقابها: الزهراء، والبتول، والحصان، والحوراء، والسيدة، والصديقة، ومريم الكبرى، ووالدة الحسن والحسين، وأم النقي، وأم التقي، وأم البلجة، وأم الرأفة، وأم العطية، وأم الموانح، وأم النورين، وأم العلا، وأم البدية، وأم الرواق الحسيبة، وأم البدريين.
ومن أسماء أبي الحسن لها أم البركات، وأم الهادي، وأم الرحبة (عليها السلام).
ولها احدى عشرة سنة بعد الهجرة، ولم تحض كما تحيض النساء.
وكان حملها ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال لما عرج بي جبريل (عليه السلام) إلى ربي ورأيت كل ما رأيته في الملكوت