ازرق العينين قد صلب في أهل البيت بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكأني وقد جاء برأسي إلى الكوفة، وأخبر الذي جاء به، ثم افترقا فقال أهل المجلس: ما رأينا أعجب من أصحاب أبي تراب، يقولون: ان عليا علمهم الغيب، فلم يفترق أهل المجلس حتى جاء رشيد الهجري يطلبهما فسأل عنهما، فقالوا له قد افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا، قال رشيد الهجري لهم: رحم الله ميثم فقد نسي انه يزاد في عطاء الذي يجيب رأسه مائة درهم، ثم قال أهل المجلس: ميثم مصلوب على باب دار عمرو بن حريث وجئ برأس ابن مظاهر من كربلا وقد قتل مع الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى عبيد الله ابن زياد لعنه الله، وزيد في عطاء الذي حمل رأس حبيب مائة درهم كما ذكر، وكان كل ما قالوه مما اخبرهم به أمير المؤمنين فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن محمد بن عبد الرحمن الطريقي عن يونس بن أحمد الزيات عن كثير بن جعفر الأدني عن الحسن بن محبوب عن حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي عن سويد بن غفلة، قال: بينما نحن عند أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ أتى رجل فقال يا أمير المؤمنين إني قد جئت من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): مه لم يمت فأعاد عليه الرجل ثانية فقال: لم يمت، واعرض عنه بوجهه، فأعاد عليه ثالثة فقال: سبحان الله قد أخبرتك انه قد مات، وتقول لي: انه لم يمت، فقال (عليه السلام): لم يمت ولن يموت حتى يقود جيش ضلالة ومصيرها النار يحمل رايته حبيب بن جماز، فأتى إلى أمير المؤمنين فقال له:
ناشدتك بالله انا لك شيعة، وقد ذكرتني يا مولاي شيئا ما اعرفه من نفسي، فقال له: من أنت؟ عساك حبيب بن جماز؟ فقال له: انا هو يا أمير المؤمنين فقال: إن كنت هو فلا يحملها غيرك، فولى حبيب مغضبا فقال سويد بن غفلة: فوالله ما ذهبت الأيام والليالي حتى بعث عمر بن سعد بن أبي وقاص خالد بن عرفطة على مقدمته في جيش ضلالة وحبيب