رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أشد جأشك، قم، إن نلته فما محمد رسول الله حقا ولا جاء بحق من عند الله فمد عمر يده نحو الجام فلم يصل إليه وارتفع الجام نحو الغمام، وهو يقول: يا رسول هكذا يفعل المزور بالزائر؟
قال: قم يا أبا الحسن على قدميك، وامدد يدك إلى الغمام وخذ الجام وقل ما امرك الله به أن تؤديه الينا ثانية، فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) فمد يده إلى الغمام فتلقاه الجام فأخذه فقال له: رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لك: ماذا أمرك الله أن تقول له؟ فأتاه الجام وقال: نعم يا رسول الله أمرني أن أقول لكم ان قد أوقفني على نفس كل مؤمن ومؤمنة من شيعتكم وأمرني بحضور وفاته فلا يستوحش من الموت ولا ييأس من النظر إليكم وأن أنزل على صدره وأن أكسوه من روائح طيبي فتقبض روحه وهو لا يشعر.
فقال عمر لأبي بكر: يا ليت الجام مضى بالحديث الأول ولم يذكر شيعتهم فكان هذا من فضل الله على رسوله وعلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
وعنه بهذا الاسناد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم إلى بستان البرني ومعه أصحابه فجلس تحت نخلة فرطبت ونزل منها رطب فوضع بين أيديهم فأكلوا فقال رشيد الهجري: يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب، فقال: يا رشيد اما انك تصلب على جذعها، قال رشيد: فكنت اختلف إليها أطراف النهار وأسقيها ومضى أمير المؤمنين (عليه السلام) فخرجنا يوما وقد قطعت وذهب نصفها فقلت: قد اقترب أجلي فجئت اليوم الآخر فإذا بالنصف الثاني قد جعل زرنوقا يستقى عليه، فقلت: والله ما كذبني خليلي فأتاني العريف فقال: أجب الأمير فأتيته فلما وصلت القصر فإذا انا بخشب ملقى