الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٦٨
وشئت شيعه فمن يقوم مقامك أتيته بهذه الحصاة، فإذا فعل فعلك بها علمت أنه الخليفة وأرجو ان لا أوجد لذلك.
قال: بلى: والله يا حبابة، لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، وكلا إذا اتيته استدعى بالحصاة منك وطبعها بهذا الخاتم لك فبعهد علي بن موسى ترين في نفسك برهانا عظيما تعجبين منه فتختارين الموت فتموتين ويتولى أمرك ويقوم على حفرتك ويصلي عليك وأنا مبشرك بأنك مع المكرورات مع المهدي من ذريتي إذا اظهر الله امره.
فبكت حبابة، ثم قالت: يا أمير المؤمنين من أين لأمتك الطائعة الضعيفة اليقين القليلة العمل لولا فضله وفضل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفضلك يا أمير المؤمنين أن تتأتى هذه المنزلة التي انا فيها، والله بما قلته لي مؤقنة ليقيني بأنك أمير المؤمنين حقا لا سواك، فادع لي يا أمير المؤمنين بالثبات على ما هداني الله إليه، ولا أسلبه ولا أفتتن فيه، ولا أضل عنه.
فدعا لها أمير المؤمنين بذلك، واصحبها خيرا.
قالت حبابة: لما قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) بضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي في مسجد الكوفة أتيت مولاي الحسن فلما رآني قال: أهلا وسهلا بك يا حبابة هاتي الحصاة فمد يده إليها (عليه السلام) كما مد أمير المؤمنين يده فأخذ الحصاة وطبعها كما طبعها أمير المؤمنين، وخرج ذلك الخاتم بعينه، فلما قبض الحسن بالسم أتيت الحسين (عليه السلام) فلما رآني قال: مرحبا بك يا حبابة هاتي الحصاة، فأخذها وختم عليها بذلك الخاتم، فلما استشهد (عليه السلام) أتيت عليا بن الحسين وقد شك الناس فيه ومالت شيعة الحجاز إلى محمد بن الحنفية، من
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست