الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٤٥
إذا قبض الرسول إلى من يرد؟ قالوا إلى اولي القربى من الرسول واليتامى والمساكين وابن السبيل قال: واليتيم إذا بلغ أشده والمساكين إذا استغنوا وابن السبيل إذا لم يحتج، إلى من يرد مالهم؟ قالوا إلى ذوي القربى من الرسول، قال: فقد علمتم معاشر الخوارج أن ما غنمتم من غنيمة من جهاد أو في احتراف أو في مكسب أو مقرض الخياط أو من غنم يكسب فهو لي، والحكم لي فيه وليس لأحد من المسلمين علي حق، وانا شريك كل من آمن بالله ورسوله في كل ما اكتسبه فان وفاني حق الله الذي فرضه الله عليه كان متمثلا لأمر الله وما أنزله على رسوله ومن بخسني حقي كانت ظلامتي عنده إلى أن يحكم الله لي وهو خير الحاكمين.
قالوا: صدقت وبررت وأصبت وأخطأنا والحق والحجة لك.
قال هذا هو الجواب عن آخر سؤالكم قالوا: صدقت، وانحرفت إليه طائفة كانت استجابت الا الأربعة آلاف الذين مرقوا، فقالوا: يا أمير المؤمنين نقاتلهم معك فقال: لا، قفوا لا معنا ولا علينا، وانظروا إلى نفوذ حكم الله فيهم.
ثم صاح بهم ثلاثا، فسمع جميعهم: هل أنتم منيبون؟ هل أنتم راجعون؟ فقالوا بأجمعهم: عن قتالك، لا.
فقال لأصحابه: والله لولا أني اكره ان تتركوا العمل وتتكلوا علي بالفضل لمن قاتل لما قاتل هؤلاء غيري، وكان لي من الله الفضل عنده في الدنيا والآخرة فشدوا عليهم فإني شاد فكانوا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف أو كيوم قال لهم الله موتوا فماتوا.
فلما أخذوا قال أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتل منكم؟ فلن يقتل الا تسعة، ولم يسلم منهم الا تسعة، فقدوا من قتل منهم ونجا فلم ينج الا تسعة، وعدوا أصحاب أمير المؤمنين المقتولين فوجدوهم تسعة.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست