الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٤٢
فقال لهم:
3 - وأما قولكم: أجبتكم عند رفع المصاحف إلى أن حكمتم في دين الله الرجال وكنت الحاكم، فماذا تقولون أيها الخوارج في ألف رجل من المسلمين قاتلهم ألفا رجل من المشركين فولوهم الأدبار فما هم؟ قالوا كفار بالله لأن المسلمين ألف رجل على التمام، والمشركون ألفا رجل لا يزيدون، وقد قال الله تعالى: (وان يكن منكم ألف يغلبوا الفين) فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): فان نقص من عدد الألف رجل من المسلمين، والكفار على التمام ما هم عندكم؟ قالوا المسلمون معذورون في ذلك، فضحك أمير المؤمنين حتى بدت نواجذه ثم قال: يحكم يا معاشر الخوارج تعذرون تسعمائة وتسعة وتسعين رجلا في قتال ألفي رجل، ولا تعذرونني، وقد التقاني رجال ابن هند في مائة وعشرين ألفا ما جمع حكم حاكم، وقد دعوناهم إلى كتاب الله فقالوا: دعنا نحكم عليك من نشاء، والا أخرجنا أنفسنا من الفريقين وأبطلنا الحكمين وارتدونا عن الدين وقعدنا عن نصرة المسلمين، فقال لي عبد الله بن العباس: حكم من هو منك وأنت منه فقلت لكم: اختاروا من شئتم من بني هاشم، فقلتم: لا يحكم فينا مضري ولا هاشمي، فأعرضتم عن المهاجرين والأنصار وأظهرتم مخالفتكم لي، وكتبتم إلى عبد الله بن قيس، وقد قعد عن نصرتنا وهو فدم حمار فحكمتموه وانا انصح لكم، وأقول لكم اتقوا الله ولا تحكموا علي أحدا. واني الحاكم عليكم، وأخبرتكم انها خديعة من معاوية، فقلتم أسكت والا قتلناك وسلمنا هذا الأمر إلى عبد اسود وجعلناها بردة عن الإسلام، فمن هو أولى بالعذر؟ فقالوا: أنت فوالله لقد أصبت وصدقت وأخطأنا والحق معك والحجة لك.
قال لهم:
4 - وأما قولكم اني كتبت كتابا إلى معاوية بن صخر فيه بسم الله
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست