الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٣٦
الأجل، وعهد الهدنة، وها انا مطيعكم في المسير إليه فانهضوا بنيات صحيحة وقلوب مطمئنة، ووفاء لله ولرسوله عليكم طائعين لا مكرهين فاجتمع من شيعة الكوفة والبصرة زهاء ثلاثين ألفا محققون سوى من لحق بالعسكر، فلما برزوا وصاروا بالنخيلة وساروا إلى القطقطانيات ورد عليه كتاب من عامله بالنهروان أن أربعة آلاف رجل من الخوارج حكموا بالنهروان ورفعوا راياتهم وأشهروا أسلحتهم وردوا بالمعبرة فأخرجوا عبد الله بن خباب من الحكم، وأتوا إليه وكبروا وقالوا الحمد لله الذي اظفرنا بك أيها الخائن الكافر بكفر علي بن أبي طالب، والمقيم معه على ردته، والله لنقتلنك وزوجتك تقربا إلى الله بدمائكم، وأتوا بخنزير فذبحوه على شط النهروان وذبحوا عبد الله بن خباب فوقه، وقالوا: والله ما ذبحنا لك ولهذا الخنزير الا واحدا.
وكان عبد الله بن خباب من اعبد شيعة أمير المؤمنين وأفضلهم وأخيرهم، وذبحوا زوجته وطفله فوقه، وقالوا: هذا فعلنا بشيعة علي وأنصاره نقتلهم ولا نبقي منهم أحدا.
فقرأ أمير المؤمنين الكتاب وبكى رحمة لعبد الله وزوجته وطفله وقال:
آه يا عبد الله لئن فجع الله بك الدين لقد صرت وزوجتك وطفلك إلى جنات رب العالمين، وسمع من في العسكر ما ورد عليه وصاح الناس من العسكر: فماذا ترى يا أمير المؤمنين؟ قال: اعتدوا بنا إلى هؤلاء المارقين، فهذا وأيم الله أرى بوارهم ولحوقهم بالنار.
فرجع إلى النهروان حتى نزل بالقرب من القنطرة وكان في أصحابه رجل يقال له جندب الأزدي قد داخله شك في أمير المؤمنين (عليه السلام) فلحق بالخوارج (لعنهم الله)، فقال له أمير المؤمنين: الزمني وكن معي حيث كنت، وحقق أمير المؤمنين فحققه إلى أن زالت الشمس، فأتاه قنبر فقال له يا أمير المؤمنين: الصلاة يرحمك الله، فقال له: ائتني بماء
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست