ثم إن كتاب المناقب هذا من أفخم ما صنف في إثبات معالي الصادقين وإيراد مزايا الصديقين وهو مع نقصه في مواضع منه كما نشير إليه في مظانها - هو الغالي الذي ما وجدنا مثله ولا يسع لمثمن أن يثمنه.
ومن خواص هذا الكتاب أن أكثر مواضيعه مما اشترك في روايته الشيعة والسنة وكثير من مواضيعه إما متواتر عند المسلمين أو رووه بنحو الاستفاضة وأكثر رواة مواضيعه من رواة صحاح أهل السنة كما نبهنا على ذلك في كثير من تعليقاتنا عليه وفي كثير من المواضيع علقنا عليه وذكرنا حرفيا ما رواه أهل السنة في صحاحهم وكتبهم الموثوقة.
ولكن مع تفرد الكتاب بمزايا لا توجد في غيره - مما صنف في نفس المواضيع التي يتضمنه هذا الكتاب - ومع ذلك يشتمل على بعض النقائص منها عدم تناسق أبوابه وفصوله بحسب كمية المحتوى فترى أنه يذكر في باب حديثا أو حديثان بينما يذكر فيما قبله أو ما بعده عدة أحاديث مع إمكان تداخل البابين وجعلهما بابا واحدا.
ومنها اختلاط مواضيع أبوابه وعدم ترتيبها وتنظيمها كما ينبغي ولهذا كثيرا ما كنت أنوي أن أرتب مواضيع الكتاب وأنشره باسم " تنضيد المواهب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته الأطائب " ولكن صرفني عن ذلك عدم نشر أصل الكتاب بين العالم وخمود صيته بين أولاد آدم ومن أجل هذا خفت أن يجد الضلال وأعداء الانسانية سبيلا إلى النقاش في أصل الكتاب أو في مواضيعه ومحتوياته ولهذا بادرت إلى نشر أصل الكتاب وأدرجت أرقام