ولكن الأسف كل الأسف بقاء هذه الجوهرة اليتيمة في زاوية الانزواء عن المجتمع البشري في طول أحد عشر قرنا ومضي أكثر من الف ومأة سنة من تأليفه؟؟
وعجبا لإخواننا من علماء الزيدية كيف غفلوا أو تغافلوا عن نشر أمثال هذه الجواهر المكنونة الباقية من عصر كان باب العلم مفتوحا لكثير من المواضيع الدينية ولماذا انصرفوا عن إشاعة أمثال هذه الكتب وإفشائها بين الناس وبأي مرر ذهلوا عنه وتركوا عرصة التبليغ فارغة يتجول المعاندون فيها كما يشاؤن ويفعلون ما يريدون من هضم الحق وإماتته وإحياء الباطل وإنمائه! ولماذا لم يسدوا به وبأمثاله ميدان بطش دعاة السوء وأعضاد الضالمين وكيف لم يضيقوا به وبأمثاله على الضلال مجال الكر والهجوم على المحقين المستضعفين! وكيف منحوا الفرصة لدعاة المبطلين ومحامي الظالمين! فلا استقلوا بمعارضة الطواغيت بنشر هذه الآثار، ولا عاضدوا إخوانهم بجعل ما عندهم من الحقائق بمتناولهم كي بضميمة هذه الحقائق إلى ما عندهم من البراهين والحجج يكسروا سورة المبطلين ويكشفوا عن عنادهم ويبرهنوا على انحرافهم كيلا يهلكوا العالمين.
ونحن لم نطلع على شئ من آثار هذا الرجل العظيم سوى هذا الكتاب وسمعنا ببعض آخر من كتبه كما سنذكره في هذه المقدمة ولكن لم يصل إلينا شئ منها غير هذا الكتاب ولعل الله أن يمن علينا بالظفر على بقية آثاره التي تكون على هذا النمط كي نقوم بواجبنا من التحقيق والنشر بين يدي طلاب الحق ورواد الهداية بعونه ومشيئته تعالى.